فيروس كورونا: تأشيرات جديدة تشجع الناس على الإقامة والعمل عن بُعد من بلدان أجنبية
The new residency schemes inviting workers abroad

Source : BBC.com : Arabic Link | English Link

في مطلع مارس/آذار الماضي، كانت سادي ميلارد، ابنة حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأمريكية، تزور شريك حياتها في أرخبيل برمودا الواقع في المحيط الأطلسي، وذلك بالتزامن مع بدء سريان إجراءات الإغلاق في مدينتها، للحد من تفشي وباء كورونا.
In early March, Manhattan resident Sadie Millard was visiting her boyfriend in Bermuda as New York City began shutting down due to Covid-19.
وأدى بدء تطبيق هذه التدابير، إلى ألا تعود ميلارد إلى ديارها، وحملتها على استئناف عملها ككبيرة للمسؤولين الإداريين في شركة للوساطة المالية ببورصة وول ستريت، من على بعد، ومن داخل منزل حبيبها أيضا.
Rather than return home, she logged on from her boyfriend’s place to remotely do her job as the chief administrative officer of a broker-dealer on Wall Street.
الآن، تأمل هذه السيدة، في ألا تضطر للعودة إلى نيويورك، على الأقل لفترة ما، دون أن يؤثر ذلك على مواصلتها لعملها. ولذا قدمت طلبا للحصول على تصريح للإقامة والعمل في هذا الأرخبيل، في إطار برنامج يحمل اسم "العمل من برمودا"، بدأ تطبيقه في الأول من أغسطس/آب الجاري.
Now, Millard is hoping she doesn’t have to return to New York City – at least for a while. She’s applying for a new one-year residential certificate via the Work from Bermuda programme, which went into effect on 1 August.
ومن شأن حصولها على هذا التصريح أو التأشيرة، تمكينها من الإقامة والعمل بشكل قانوني لمدة ۱۲ شهرا، في تلك المنطقة، التي تشكل أحد الأقاليم البريطانية الواقعة في ما وراء البحار. ويقع هذا الإقليم في شمال المحيط الأطلسي، على بُعد يقارب ۱۰۵۰ كيلومترا من سواحل ولاية نورث كارولينا الأمريكية.
It would allow her to legally live and work remotely for up to 12 months in the British Overseas Territory, which lies in the North Atlantic about 1,050km, or 650 miles, off the US’s North Carolina coast.
وتوضح ميلارد أسباب رغبتها في البقاء في برمودا بالقول: "فكرت إذا ما خُيّرت أن أمكث هنا أو هناك، سأفضل أن أبقى في برمودا، حيث أشعر بقدر أكبر من الأمان، بالنظر إلى القواعد والقوانين القوية التي تطبقها السلطات في هذا الأرخبيل، فيما يتعلق بإجراء اختبارات الكشف عن وجود فيروس كورونا المستجد، والسيطرة على تفشيه. أما إذا كان عليّ في وقت ما، التوجه إلى نيويورك لحضور أي اجتماع، فسيستغرق توجهي إليها جوا من برمودا وقتا أقل تقريبا، من ذهابي لهذه المدينة بالسيارة، من منتجع أتردد عليه مثل `ذا هامبتون` التابع لولاية نيويورك نفسها".
“My thought was, if I’m going to be here or there, I’d rather be in Bermuda where I feel much safer given the strong rules and regulations the government has set up for testing and managing the virus,” she explains. “And if I have to get back to New York for any meetings, it’s almost quicker to fly in from Bermuda than to drive in from The Hamptons.”
وتندرج برمودا على قائمة تضم عددا محدودا من الدول والأقاليم صغيرة المساحة حول العالم؛ تعكف حاليا – بعد نجاحها في السيطرة على الموجة الأولى من الوباء – على إطلاق تأشيرات عمل يستمر سريانها عاما واحدا، أملا في أن يؤدي تدفق الأجانب الموسرين عليها، والعمل عن بعد منها، إلى تخفيف الخسائر التي تعاني منها اقتصادياتها.
Bermuda is among a handful of small territories and nations around the globe, who after successfully managing the first wave of the virus, are now launching year-long remote worker visas in hopes of cushioning battered economies with an influx of monied foreigners.
وتطرح برامج منح التأشيرات هذه، نسخة ثورية ومختلفة من نمط عمل وحياة يعيشه من يُعرفون بـ "العمال المتنقلين"، وهم أولئك الأشخاص الذين يستخدمون وسائل الاتصال الحديثة لكسب المال عبر العمل عن بعد من خارج بلدانهم الأصلية لكن هذه النسخة تتسم بأنها أبطأ ومحسوبة ومدروسة بشكل أكبر من نظيرتها التقليدية، وتستهدف في بعض الحالات جمهورا مختلفا تماما، وذلك بعد أن أصبح "العمل عن بعد" من بين التوجهات السائدة، في عالم الشركات والمؤسسات في الوقت الحاضر.
These new visa schemes posit a version 2.0 of the ‘digital nomad’ lifestyle – one that’s slower, more calculated and, in some cases, aimed at an entirely different audience now that remote work has entered the mainstream.
لمعروف أن عالم المؤسسات والشركات التجارية الذي كان يقاوم – بشكل تقليدي – نمط "العمل عن بعد"، أصبح يحتفي به الآن بشكل أكبر بكثير نتيجة لتفشي كورونا. وقد أظهر استطلاع للرأي، أُجري على مستوى العالم، من جانب شركة غارتنر للأبحاث والاستشارات، وشمل ۱۲۷ من مديري الشركات، أن ۸۰ في المئة منهم قالوا إنهم يعتزمون السماح لموظفيهم بالعمل عن بعد، على الأقل لبعض الوقت، حتى بعد أن يصبح من الآمن عودة العاملين إلى مقار الشركات لممارسة مهامهم منها كالمعتاد.
The corporate world, which has been traditionally resistant to remote work, has become much more willing to offer the option, as a result of the pandemic. In a global poll by research and advisory firm Gartner, more than 80% of 127 company leaders surveyed said they plan to allow remote work at least part time, even after it becomes safe to return to the office.
ويشكل ذلك خبرا مبهجا بالنسبة لكثير من العاملين الذين قضوا فترة الإغلاق، في تصور السبل التي تكفل لهم مواصلة العمل من المنزل، دون أن يضطروا لمزاحمة زوجاتهم على طاولات المطبخ!
It’s good news to the many workers who’ve spent lockdown envisioning ways of working that don’t involve sharing space with their spouse at the kitchen table.
ولعله يجدر بنا هنا الاستعانة برؤية ديف كوك، الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في قسم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) بكلية لندن الجامعية والمتخصص في الدراسات الخاصة بنمط "العمل المتنقل باستخدام وسائل الاتصال الحديثة". إذ يقول كوك في هذا الصدد "أمضى الناس العقود الأربعة الماضية، وهم يطلبون نيل قدر أكبر من المرونة كي يتسنى لهم العمل من المنزل، وقد أنجز لهم الوباء في هذا الإطار، ما لم تتمكن من تحقيقه، عقودٌ من المساومات والمفاوضات التي انخرطت فيها النقابات العمالية".
“People have spent the past four decades asking for more flexibility to work from home, and the pandemic has done for the remote-work conversation what decades of union bargaining has never been able to achieve,” says Dave Cook, a PhD researcher at University College London’s Department of Anthropology, who specialises in digital nomadism.
ويمثل ذلك السبب، في أن "العمل عن بعد" من منطقة مثل برمودا، لا يشكل خيارا جذابا فحسب، وإنما أسلوبا واقعيا أيضا. وقد نجم إطلاق برنامج "العمل في برمودا"، عن عدة عوامل، من بينها أن الحكومة المحلية في هذه المنطقة – التي أعادت فتح حدودها في الأول من يوليو/تموز – لاحظت أن السائحين الموجودين على أراضيها، صاروا مهتمين بالتعرف على الطريقة، التي يُمكنهم من خلالها، تمديد فترة سريان تأشيرة الدخول الحاصلين عليها، والتي تستمر 90 يوما. كما رصد العاملون في مجال السياحة في الجزيرة، إقدام الزوار على القيام بأشياء لم يكن قد سبق لهم فعلها من قبل، مثل الانضمام إلى صالات الألعاب الرياضية، وحجز فيلات للسكن لشهور متتالية.
It’s why options such as working from Bermuda are not only appealing – but potentially realistic, too. Government officials in Bermuda, which reopened its borders on 1 July, noticed that tourists were asking how to extend their 90-day entry visas. Meanwhile, the tourism community saw visitors doing things they’d never done before, such as joining gyms and booking villas for months on end.
ويقول غلين جونز الرئيس التنفيذي المؤقت لهيئة السياحة في برمودا، إن ذلك بدا بمثابة "لحظة التنوير بالنسبة لنا"، قادت لإطلاق نظام التأشيرات الجديد. اللافت أن غالبية الأشخاص الـ 131، الذين تقدموا بطلبات للحصول على تصاريح من خلال هذا النظام حتى الآن، ليسوا من "رواد الأعمال من أبناء جيل الألفية" ممن تدفقوا خلال العقد الماضي، على مراكز "العمل المتنقل" منخفضة التكاليف، مثل بالي وميديلين ولشبونة، بل كانوا أشبه بميلارد، أي من فئة المديرين التنفيذيين الأثرياء القادمين من أمريكا الشمالية، تحديدا من المؤسسات الكبرى الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وهم أولئك الأشخاص الذين اعتادوا – ولسنوات طويلة - قضاء عطلات نهاية الأسبوع في برمودا.
“That was the lightbulb moment for us,” says Glenn Jones, interim CEO of the Bermuda Tourism Authority. Most of the territory’s 131 remote-worker applicants so far are not the entrepreneurial millennials who have flocked to low-cost digital nomad hubs like Bali, Medellín and Lisbon over the last decade. Rather, they’re much like Millard: well-heeled businesspeople from major East Coast hubs in North America who have been weekending in Bermuda for years.
ولا تفرض سلطات برمودا، سوى اشتراطات محدودة نسبيا، على الراغبين في الحصول على هذا النوع الجديد من تأشيرات الإقامة، والتي تسري الواحدة منها لمدة عام، ويُتاح للحاصلين عليها دخول الجزيرة والخروج منها لعدة مرات، خلال تلك الفترة. ولا تتجاوز هذه الشروط، دفع رسوم استصدار التأشيرة، البالغة ۲٦۳ دولارا أمريكيا، وإثبات أن لديك تأمينا صحيا ساريا، وأن بحوزتك موارد مالية "كافية"، دون أن يكون مطلوبا منك، البرهنة على امتلاكك مبلغا محددا من المال. أما بالنسبة للطلاب، فيتوجب عليهم تقديم إثبات على أنهم مسجلون في برنامج للدراسة الجامعية، وإلا سُمِح لهم بالبقاء في الجزيرة، كمقيمين بشكل مؤقت.
Other than the $263, or £199, application fee, Bermuda has relatively few restrictions on the visa, which allows for multiple entries and exits. You do have to provide valid health insurance, demonstrate ‘sufficient’ means (though there is no hard figure) and, in the case of students, show evidence of enrolment in a collegiate programme. Otherwise, you are left to live life as a temporary resident.
ويقول جونز إن السلطات في برمودا تأمل في أن يمثل ذلك النظام الجديد لمنح تأشيرات الإقامة، وسيلة لتعريف رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين بالجزيرة "فربما سيقع هؤلاء في حب المكان، ويرغبون في جعله مقرا دائما لأنشطتهم التجارية والاقتصادية".
“We hope this visa can be a test-drive for some business people – even if they haven’t necessarily set out on a test drive – as they might fall in love with the place and want to make it a permanent business home,” says Jones.
وفي الوقت الحالي، لا تقتصر مسألة منح تأشيرات للإقامة والعمل عن بعد، على برمودا وحدها. فمن بين البقاع الأخرى، التي تقدم الخدمة نفسها باربادوس؛ وهي دولة جزيرة تقع في منطقة الكاريبي، بدأت في المضي على هذا الدرب، في ۲٤ يوليو/تموز الماضي. ورغم أن سلطات باربادوس تقدم لزوارها تأشيرة سارية لـ ۱۲ شهرا مثل برمودا، فإن رسوم استصدار هذه التأشيرة لديها أغلى بكثير. إذ تصل إلى ألفيْ دولار للفرد وثلاثة آلاف للأسرة. كما تشترط سلطات هذا البلد، أن يكون الدخل السنوي لطالبي الحصول على تلك التأشيرة، ۵۰ ألف دولار على الأقل.
Bermuda is just one example of these emerging remote-work programmes. The Caribbean island of Barbados implemented a similar 12-month Welcome Stamp plan on 24 July. It has a higher fee than Bermuda’s scheme (it's $2,000 for individuals or $3,000 for families), and a higher bar for entry (applicants must make an annual income of at least $50,000).
وفي الشهر الماضي كذلك، أعلنت جورجيا – وهي دولة أخرى تعتمد في إيراداتها على السياحة – مبادرة مماثلة، لاجتذاب الراغبين في "العمل المتنقل"، وذلك برغم أن سلطاتها لم تكشف سوى عن تفاصيل شحيحة في هذا المجال.
Another tourism-dependent country, Georgia, announced a similar project in July to lure digital nomads, though Economy Minister Natia Turnava has released few details.
وقد برزت غالبية هذه البرامج، كوسائل علاج سريعة، تستهدف تخفيف الصدمات، التي لحقت بقطاع السياحة المتضرر بشدة، من تفشي وباء كورونا، وذلك عبر اجتذاب زوار، يرغبون في الإقامة لمدد طويلة في المقاصد التي يذهبون إليها. ويشكل هؤلاء الزوار خطرا أقل على صعيد إمكانية نشرهم لفيروس كورونا، مقارنة بأقرانهم ممن لا يمكثون كثيرا في المناطق التي يقصدونها.
All places offering these new visas have seen relatively few coronavirus infections, and each has enacted strict protocols Most of these schemes arose as speedy remedies to buffer the hard-hit tourism sector with long-term travellers who pose fewer Covid-19 risks than in-and-out visitors.
من ناحية ثانية، ثمة دول أخرى قضت وقتا ليس بالقصير في التحضير لإطلاق برامج التأشيرات الجديدة هذه، مثل ما حدث في إستونيا، ذلك البلد الذي لا تشكل السياحة فيه سوى ثمانية في المئة من حجم اقتصاده.
Yet, in some countries, this new type of digital-nomad offering has been brewing for a while. For instance, the more comprehensive Digital Nomad Visa from Estonia, where tourism makes up just 8% of the economy, is a project two years in the making. Its launch date of 1 August just happened to coincide with the pandemic.
ويقول أوت فاتر، مسؤول بارز في برنامج "إي ريسيدنسي" الذي كانت إستونيا قد أطلقته أواخر عام ۲۰۱٤، لمنح رواد الأعمال الأجانب، حق الإقامة في أراضيها والانتفاع ببعض خدماتها، إن إطلاق نظام التأشيرات الجديد، جاء بعدما اكتشفت السلطات في بلاده "فرصة لم تغتنمها من قبل أي دولة أخرى، تتمثل في وجود عدد لا يُستهان به من الزوار الأجانب، الذين يعملون فيها بشكل غير قانوني، نظرا لأنهم حصلوا على تأشيرات سياحة لا عمل، لذا تساءلنا عن السبب الذي يمنع الحكومة من حل هذه المشكلة والاستفادة منها في الوقت ذاته".
“We launched this visa because we saw an opportunity that no country was addressing,” explains Ott Vatter, managing director at e-Residency for the Republic of Estonia. “There was a substantial amount of people who were working illegally on holiday visas, so we thought, why not have the government solve this?”
وفي يوليو/تموز الماضي، موّلت الحكومة الإستونية دراسة أُجريت في الولايات المتحدة، لتقييم مدى الاهتمام القائم هناك، بالحصول على تأشيرات تتيح للحاصلين عليها فرصة الإقامة و"العمل عن بعد" انطلاقا من أراضي هذا البلد الأوروبي، في ظل الظروف الحالية. وأظهرت الدراسة أن ۵۷ في المئة من أفراد العينة على استعداد للتفكير في الإقامة ببلد آخر، بغرض العمل من هناك عن بعد. وأشارت نتائجها إلى أن أبرز دوافع التفكير في هذا الخيار، تمثلت في تقليل تكاليف المعيشة، ومعايشة تجارب ثقافية جديدة ومختلفة. وكانت النسبة أكبر بكثير بين من يندرجون في الشريحة العمرية من ۱۸ إلى ۳٤ عاما، إذ وصلت إلى ٦۳ في المئة، مقارنة بنسبتها بين من بلغت أعمارهم ۵۵ عاما فيما فوق، حيث لم تتجاوز ۳۸ في المئة.
Estonia commissioned a survey this July within the US market to gauge interest in its Digital Nomad Visa, given the current climate. It showed that 57% of respondents would consider living in another country for remote work, with cheaper cost of living and cultural experiences being the top drivers. That figure was much higher among younger workers, 63% of people aged 18 to 34 said they would consider living in another country for work, while only 38% of people aged 55 and over said the same.
ورغم أن السنوات القليلة الماضية، شهدت إطلاق دول مثل جمهورية التشيك والمكسيك والبرتغال، برامج لمنح تأشيرات تستهدف من يعملون بشكل مستقل، فإن فاتر يرى أن البرنامج الذي دشنته السلطات الإستونية في هذا الصدد، يتميز بأنه ذو نطاق أوسع بكثير، من البرامج الأخرى المماثلة له، إذ يسمح بـ "العمل عن بعد" من داخل إستونيا، لمجموعة واسعة من المهنيين، ممن لا يرتبط أداؤهم لمهامهم الوظيفية بموقع بعينه. ويشمل ذلك موظفين أجانب يعملون خارج إستونيا حاليا، بدوام كامل.
Countries including the Czech Republic, Mexico and Portugal have all introduced visas in recent years that cover freelancers, but Vatter says the new Estonian Digital Nomad Visa is much broader in scope, allowing teleworking from Estonia for a wide array of location-independent workers, including those with full-time foreign employers.
ويتعين على كل من يرغب في الاستفادة من هذا البرنامج، دفع رسوم تصل إلى ۱۰۰ يورو (۱۲۰ دولارا أمريكيا)، وتقديم ما يثبت أن لديه تأمينا صحيا ساريا، وأن دخله الشهري في الشهور الستة السابقة لوصوله إلى إستونيا، لم يكن يقل عن ۳۵۰٤ يورو (٤۱۸۰ دولارا). ولا يفرض البرنامج أي قيود تتعلق بطبيعة القطاع المهني الذي يرغب صاحب الطلب في العمل فيه، أو الدولة القادم منها.
Applicants must pay a 100-euro fee, which is around $120 or £90, provide evidence of health insurance, and show proof of at least 3,504 euros (or $4,180) of monthly income during the six months preceding arrival. There are no eligibility restrictions based on work sector or country of origin.
ويشير فاتر إلى أن برنامج التأشيرات الجديد يستهدف اجتذاب ۱۸۰۰ متقدم على الأقل، سيكون بوسعهم - بسهولة - أن ينعموا بالعزلة الاجتماعية إذا رغبوا في ذلك لدى وصولهم إلى إستونيا، في ضوء أن الغابات تغطي ٦۰ في المئة من مساحة هذا البلد. ومثله مثل المسؤول البارز عن السياحة في برمودا غلين جونز، يأمل هذا الرجل في أن تنجح سلطات بلاده، في إغراء من سيعملون من على بعد انطلاقا من أراضيها، في البقاء فيها لأجل غير مسمى، إما عبر تجديد فترة سريان تأشيراتهم، أو عبر تشجيعهم على التقدم بطلب، للحصول على حق الإقامة.
Vatter says the new visa programme aims to attract at least 1,800 applicants, who can easily socially isolate, if desired, with 60% of the nation covered in forest. Like Jones, he hopes the nomads will be enticed to stay on indefinitely, either by renewing their visas or applying for residency.
ويقول فاتر في هذا الشأن: "إستونيا بلد صغير للغاية، وليس لدينا الكثير من الموارد الطبيعية، لكي يكون لنا تأثير كبير على صعيد الاقتصاد العالمي. ما نجيده هو الاتصاف بالكفاءة والفعالية، والقدرة على الانتفاع بالتكنولوجيا، لذا نعتقد أن ذلك يشكل ميزة لنا؛ نستخدمها لمنافسة الدول الأخرى، ولاجتذاب أفضل المواهب" للقدوم إلى بلادنا".
“Estonia is a very small country and we don’t have many natural resources to have a major voice in a global economy,” he explains. “What we are good at is being quite efficient and technologically driven, so we think that is an advantage for us and we use that to compete and attract the best talent.”
اللافت أن كل الدول والمناطق، التي تصدر هذا النوع الجديد من التأشيرات، شهدت تسجيل عدد محدود من حالات الإصابة بفيروس كورونا، وتتبع كل منها بروتوكولات صارمة للحد من تفشي الوباء؛ تبدأ من فرض حجر صحي إلزامي لمدة ۱٤ يوما بعد الوصول إلى أراضيها، وتصل إلى إجراء اختبارات محكمة، للكشف عن وجود الفيروس لدى الزوار قبل الوصول وبعده. ويستهدف ذلك الحيلولة دون حدوث أي تفش للوباء في تلك البلدان والمناطق، وتجنب إثارة استياء المواطنين حيال القادمين إلى بلادهم من الخارج.
All places offering these new visas have seen relatively few coronavirus infections, and each has enacted strict protocols in order to avoid potential outbreaks or local resentment – which range from mandatory 14-day quarantines upon entry, to regimented Covid-19 testing before and after arrival. Yet, with a lack of economic impact studies conducted in advance, it remains to be seen just what effect – if any – these visas may have on the nations and territories promoting them.
رغم ذلك، ففي ضوء عدم إجراء دراسات بشأن الأثر الاقتصادي المحتمل لبرامج من هذا القبيل، سيتعين علينا التريث لرؤية ما إذا كانت هذه البرامج، ستُخلّف أثرا على اقتصاديات الدول والمناطق التي توفرها لزوارها المحتملين، وكذلك تحديد طبيعة هذا الأثر، حال وجوده من الأصل.
What’s clearer to discern is that the number of people able to apply for these kinds of visas may be growing – at least, among those whose jobs have been less affected by the global economic downturn.
لكن هذا الغموض لا يكتنف على أي حال، حقيقة واضحة، تتمثل في أن عدد الأشخاص القادرين على التقدم بطلبات للحصول على ذلك النوع الجديد من التأشيرات ربما يكون في ازدياد، على الأقل بين من تضررت وظائفهم بنسبة أقل من غيرهم، جراء الانكماش الاقتصادي الذي يسود العالم حاليا.
What’s clearer to discern is that the number of people able to apply for these kinds of visas may be growing – at least, among those whose jobs have been less affected by the global economic downturn.
وتقول مارلين ديفونيش، خبيرة استراتيجية في نظم "العمل المرن"، إن هناك "تحولا زلزاليا في الطريقة التي يعمل بها الناس في مختلف أنحاء العالم، إذ بات من المرجح أن تصبح أنماط مثل العمل المرن والعمل عن بعد، هي القاعدة في فترة ما بعد انتهاء الوباء، وذلك بمجرد أن تتعلم الشركات والمؤسسات كيف يمكنها أن تدير – على نحو كفء - موظفيها الذين يعملون فيها عن بعد، وكيف يمكنها تحفيز هؤلاء أيضا".
Marilyn Devonish, a flexible-work strategist based in London, says there’s been “a seismic shift in the way the world works, with remote and flexible working likely to become the norm after the pandemic is over, once organisations learn how to effectively manage and motivate remote employees”.
وتضيف ديفونيش – التي وُلِدَت في باربادوس وتعمل من لندن – أن نجاح هؤلاء الموظفين في "العمل من بعد" انطلاقا من دول أجنبية، يمكن أن يجعل مسقط رأسها الواقع في منطقة الكاريبي، نموذجا تحتذي به دول أخرى، قائلة: "عادة ما كان الناس يحلمون بالعمل عن بعد من دول مثل تايلاند، لكنني أتوقع أن تصبح باربادوس والجزر الأخرى التي تستوفي المعايير الضرورية (لكي تكون مكانا للراغبين في ذلك) نسخا كاريبية من تايلاند، بمجرد تطبيق الإجراءات المطلوبة لهذا الأمر".
And if these employees can log-on from abroad, she thinks her native Barbados could become a model for others to follow. “The dream used to be to work somewhere like Thailand, but I foresee Barbados and other islands that fit the bill becoming the Caribbean versions once correct standards and procedures are in place.”
لكن دايف كوك، الباحث في الأنثروبولوجيا والذي تحدث لنا في مكان سابق من هذه السطور، غير واثق من حتمية حدوث ذلك، إذ يتشكك في مدى جدوى بعض البرامج، التي أُعدِت على عجل في دول ومناطق مختلفة، لمنح تأشيرات للراغبين في "العمل عن بعد" من خارج بلادهم. ويقول إن مسألة "العمل المتنقل باستخدام وسائل الاتصال الحديثة"، لا تحظى بكثير من النجاح عندما يتم تسويقها، رغم أنها تستحضر عادة في الذهن، صورا جذابة لأشخاص ينجزون مهامهم الوظيفية، باستخدام حاسباتهم المحمولة، وهم جلوسٌ على الشواطئ.
Cook, the anthropologist, isn’t so sure. They remain sceptical about some of the hastily formed remote worker visas, saying the idea of digital nomadism – with all its idealistic images of laptops on beaches – is often used as a lazy marketing tool. Some countries, they say, are “just looking for ways to increase visitor count without really understanding the digital-nomad perspective, or that these people like to go places where there are coworking spaces, networking events and a sort of structure that doesn’t necessarily arise overnight.”
ويشير كوك في هذا السياق إلى أن بعض الدول "تفكر فقط في وسائل تكفل زيادة عدد زوارها، دون أن تدرك حقا المنظور الخاص بفكرة `العمل المتنقل` هذه، ودون أن تفهم أن المهتمين بهذا الأسلوب، يريدون الذهاب إلى أماكن توجد فيها `مساحات عمل مشتركة مجهزة بالمستلزمات اللازمة لأداء عملهم، وأن تكون البقاع التي يقصدونها لممارسة هذا النمط من العمل، تشهد فعاليات تكفل لهم نسج صلات وعلاقات مهنية مع المقيمين الآخرين فيها، وتنعم أيضا بضرب من ضروب البنية التحتية، التي لا تنشأ بالضرورة بين عشية وضحاها". لكن كوك يرى أن إصدار ذلك النوع الجديد من التأشيرات، يشير إلى أننا "بصدد المزج بين هذه الثقافة الفرعية المرتبطة بـ `العمل المتنقل باستخدام وسائل الاتصال الحديثة` وما يشهده العالم حاليا من نقاشات بشأن مسألة `العمل عن بعد`".
The emergence of these programmes may mean that an entirely new segment of the workforce that never before considered working from abroad will now realise its potential allure. And, for digital nomads who are already looking abroad, the set-up of these semi-permanent schemes are encouraging them to slow down, settle in one place for a while and use the opportunity as a ‘test drive’.
على أي حال، قد يعني ظهور تلك التأشيرات التي تحض الأجانب على الإقامة والعمل من بلدان تختلف عن دولهم الأصلية، أن شريحة جديدة تماما من القوى العاملة، التي لم يسبق لها التفكير في العمل من خارج بلادها، ستدرك الآن الجاذبية الكامنة في هذه الفكرة. أما بالنسبة لأولئك الأشخاص، الذين يعملون بالفعل الآن عن بعد من خارج أوطانهم، فستكون برامج مثل هذه، كما يقول دايف كوك، عاملا مشجعا لهم على الإبطاء من وتيرة تنقلاتهم بين هذه الدولة وتلك، ما قد يدفعهم للاستقرار في مكان واحد لفترة ما، واغتنام فرصة ذلك، لرؤية ما إذا كان سيروق لهم البقاء في ذلك المكان، بشكل دائم أم لا.
“What this term ‘digital nomad’ will mean in a year’s time from now is a big question,” says Cook. “But people are beginning to dream again, and they’re imagining a new and better future.”