Index
حكاية نعم ونعمة
Niamah bin Rabiya

قال بهرام: ذكروا الله، اعلم أنه كان بمدينة الكوفة رجلاً من وجهاء أهلها، يقال له الربيع بن حاتم وكان كثير المال مرفه الحال، وكان قد رزق ولداً فسماه نعمة الله فبينما هو ذات يوم بدكة النخاسين إذ نظر جارية تعرض للبيع وعلى يدها وصيفة صغيرة بديعة في الحسن والجمال فأشار الربيع إلى النخاس وقال له: بكم هذه الجارية وابنتها؟ فقال: بخمسين ديناراً، فقال الربيع: اكتب العهد وخذ المال وسلمه لمولاها، ثم دفع للنخاس ثمن الجارية وأعطاه دلالته وتسلم الجارية وابنتها ومضى بهما إلى بيته، فلما نظرت ابنة عمه إلى الجارية قالت له: يا ابن العم ما هذه الجارية؟ قال: اشتريتها رغبة في هذه الضغيرة التي على يديها واعلمي أنها إذا كبرت ما يكون في بلاد العرب والعجم مثلها أو أجمل منها، فقالت لها ابنة عمه: ما اسمك يا جارية؟ فقالت: يا سيدتي اسمي توفيق، قالت: وما اسم ابنتك؟ قالت: سعد، قالت: صدقت، لقد سعدت وسعد من اشتراك، ثم قالت: يا ابن عمي ما تسميها؟ قال: ما تختارينه أنت، قالت: نسميها نعم، قال الربيع: لا بأس بذلك، ثم إن الصغيرة نعم ترتب مع نعمة بن الربيع في مهد واحد إلى حين بلغا من العمر عشر سنين وكان كل شخص منهما أحسن من صاحبه وصار الغلام يقول لها: يا أختي وهي تقول له: يا أخي.

ثم أقبل الربيع على ولده نعمة حين بلغا هذا السن وقال له: يتا ولدي ليست نعم أختك بل هي جاريتك وقد اشتريتها على اسمك وأنت في المهد فلا تدعها بأختك من هذا اليوم، قال نعمة لأبيه: فإذا كان كذلك فأنا أتزوجها، ثم إنه دخل على والدته وأعلمها بذلك فقالت: يا ولدي هي جاريتك فدخل نعمة بتلك الجارية وأحبها ومضى عليهما تسع سنين وهما على تلك الحالة ولم يكن بالكوفة جارية أحسن من نعم ولا احلى ولا أظرف منها وقد كبرت وقرأت القرآن وعرفت أنواع اللعب والآلات وبرعت في المغنى، وآلات الملاهي حتى إنها فاقت جميع أهل عصرها. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الحادية والثلاثين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد بأن نعم فاقت أهل عصرها، وبينما هي جالسة ذات يوم من الأيام مع زوجها نعمة بن الربيع في مجلس الشراب وقد أخذت العود وشدت أوتاره وأنشدت هذين البيتين:

إذا كنت لي مولي أعيش بفضله وسيفاً به أفني رقاب النـوائب

فما لي إلى زيد وعمرو شفاعة سواك إذا ضاقت علي مذاهبي

فطرب نعمة طرباً عظيماً ثم قال لها: بحياتي يا نعم أن تغني لنا على الدف وآلات الطرب فأطربت نعم بالنغمات وغنت بهذه الأبيات:

وحياة من ملست يداه قيادي لأخالفن على الهوى حسادي

ولأعصين عواذلي وأطيعكم ولأهجرن تلذذي ورقـادي

ولأجعلن لكم بأكناف الحشـا قبراً ولم يشعر بذاك فؤادي

فقال الغلام: لله درك يا نعم، فبينما هما في أطيب عيش وإذا بالحجاج في دار نيابته يقول لا بد لي أن أحتال على أخذ هذه الجارية التي اسمها نعم وأرسلها إلى أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان لأنه لا يوجد في قصره مثلها ولا أطيب من غنائها، ثم إنه استدعى بعجوز قهرمانة وقال لها: امضي إلى دار الربيع واجتمعي بالجارية نعم وتسببي في أخذها لأنه لم يوجد على وجه الأرض مثلها، فقبلت العجوز من الحجاج ما قاله ولما أصبحت لبست أثوابها الصوف وحطت في رقبتها سبحة عدد حباتها ألوف. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والسبعين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن العجوز قبلت ما قاله الحجاج، ولما أصبحت لبست أثوابها الصوف وحطت في رقبتها سبحة عدد حباتها ألوف وأخذت بيدها عكازاً وركوة يمانية وسارت وهي تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولم تزل في تسبيح وابتهال وقلبها ملآن بالمكر والإحتيال حتى وصلت إلى دار نعمة بن الربيع عند صلاة الظهر فقرعت الباب ففتح لها البواب وقال: ما تريدين؟ قالت: أنا فقيرة من العابدات وادركتني صلاة الظهر وأريد أن أصلي في هذا المكان المبارك، فقال لها البواب: يا عجوز إن هذه دار نعمة بن الربيع وليست بجامع ولا مسجد. فقالت: أنا أعرف أنه لا جامع ولا مسجد مثل دار نعمة بن الربيع وأنا قهرمانة من قصر أمير المؤمنين خرجت طالبة العبادة والسياحة، فقال لها البواب: لا أمكنك من أن تدخلي وكثر بينهما الكلام فتعلقت به العجوز وقالت له: هل يمنع مثلي من دخول دار نعمة بن الربيع وأنا أعبر إلى ديار الأمراء والأكابر؟ فخرج نعمة وسمع كلامها فضحك وامرها أن تدخل خلفه، فدخل نعمة وسارت العجوز خلفه حتى دخل بها على نعم فسلمت عليها العجوز بأحسن سلام، ولما نظرت إلى نعم تعجبت من فرط جمالها ثم قالت لها: يا سيدتي أعذك بالله الذي آلف بينك وبين مولاك في الحسن والجمال، ثم انتصبت العجوز في المحراب وأقبلت على الركوع والسجود والدعاء إلى أن مضى النهار وأقبل الليل بالإعتكار، فقالت الجارية: يا امي أريحي قدميك ساعة ن فقالت العجوز: يا سيدتي من طلب الآخرة أتعب نفسه في الدنيا ومن لم يتعب نفسه في الدنيا لم ينل منازل الأبرار في الآخرة، ثم إن نعم قدمت الطعام للعجوز وقالت لها: كلي من طعامي وادعي لي بالتوبة والرحمة، فقالت العجوز: يا سيدتي إني صائمة وأما أنت فصبية يصلح لك الأكل والشرب والطرب والله يتوب عليك وقد قال الله تعالى: (إلا من تاب وعمل عملاً صالحاً)، ولم تزل الجارية جالسة مع العجوز ساعة تحدثها ثم قالت لسيدها: يا سيدي احلف على هذه العجوز أن تقيم عندنا مدة فإن على وجهها أثر العبادة فقال: اخلي لها مجلساً للعبادة ولا تخلي أحداً يدخل عليها فلعل الله سبحانه وتعالى نفعنا ببركتها ولا يفرق بيننا، ثم باتت العجوز ليلتها تصلي وتقرأ إلى الصباح.

فلما أصبح الصباح جاءت إلى نعمة ونعم وصبحت عليهما وقالت لهما: أستودعكما الله فقالت لها نعم: إلى أين تمضين يا أمي وقد أمرني سيدي أن أخلي لك مجلساً تعتكفين فيه للعبادة؟ فقالت العجوز: الله يبقيكما ويديم نعمته عليكما ولكن أريد أن توصوا البواب أن لا يمنعني من الدخول إليكما وإن شاء الله تعالى أدور في الأماكن الطاهرة وأدعو لكما عقب الصلاة والعبادة في كل يوم وليلة.

ثم خرجت من الدار والجارية نعم تبكي على فراقها وما تعلم السبب الذي أتت إليها من أجله، ثم إن العجوز توجهت إلى إلى الحجاج فقال لها: ما وراءك؟ فقالت له: إني نظرت إلى الجارية فرأيتها لم تلد النساء أحسن في زمانها، فقال لها الحجاج: إن فعلت ما أمرتك به يصل إليك مني خير جزيل، فقالت له: أريد منك المهلة شهراً كاملاً، فقال لها: أمهلتك شهر، ثم إن العجوز جعلت تتردد إلى دار نعمة وجاريته نعم.

و أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والسبعين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن العجوز صارت تتردد إلى دار نعمة ونعم وهما يزيدان في إكرامها ومازالت العجوز تمسي وتصبح عندهما ويرحب بها كل من في الدار حتى إن العجوز اختلت بالجارية يوماً من الأيام وقالت: يا سيدتي والله إني حضرت إلى الأماكن الطاهرة ودعوت لك وأتمنى أن تكوني معي حتى تري المشايخ الواصلين ويدعو لك بما تختارين فقالت الجارية نعم: بالله يا أمي أن تأخذيني معك، فقالت لها: استاذني حماتك وأنا آخذك معي، فقالت الجارية لحماتها أم نعمة: يا سيدتي اسألي سيدي أن يخليني أخرج أنا وأنت يوماً من الأيام مع أمي العجوز إلى الصلاة والدعاء مع الفقراء في الأماكن الشريفة، فلما أتى نعمة وجلس تقدمت إليه العجوز تقبل يديه فمنعها من ذلك ودعت له وخرجت من الدار فلما كان ثاني يوم جاءت العجوز ولم يكن نعمة في الدار فأقبلت على الجارية نعم وقالت لها: دعونا لكم البارحة ولكن قومي في هذه الساعة تفرجي وعودي قبل أن يجيء سيدك، فقالت لحماتها: سألتك الله أن تأذني لي في الخروج مع هذه المرأة الصالحة لأتفرج على أولياء الله في الأماكن الشريفة وأعود بسرعة قبل مجيء سيدي، فقالت لها أم نعمة: أخشى أن يعلم سيدك، فقالت العجوز: والله لا أدعها تجلس على الأرض بل تنظر وهي واقفة على أقدامها ولا تبطيء. ثم أخذت الجارية بالجيلة وتوجهت إلى قصر الحجاج وعرفته بجيئها بعد أن حطتها في مقصورة فأتى الحجاج ونظر إليها فرآها أجمل أهل زمانها ولم ير مثلها، فلما رأته سترت وجهها فلم يفارقه حتى استدعى بحاجبه وأركب معه خمسين فارساً وأمره أن يأخذ الجارية على نجيب سابق ويتوجه بها إلى دمشق ويسلها إلى أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وكتب له كتاباً وقال له: أعطه هذا الكتاب وخذ منه الجواب وأسرع لي بالرجوع، فتوجه الحاجب وأخذ الجارية على هجين وسافربها وهي باكية العين من أجل فراق سيدها حتى وصلوا إلى دمشق واستأذن على أمير المؤمنين فأذن له فدخل الحاجب عليه وأخبره بخبر الجارية فأخلى لها مقصورة، ثم دخل الخليفة حريمه فرأى زوجته فقال لها: إن الحجاج قد اشترى لي جارية من بنات ملوك الكوفة بعشرة آلاف دينار وأرسل إلي هذا الكتاب وهي صحبة الكتاب، فقالت له زوجته. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والسبعين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة لما اخبر زوجته بقصة الجارية قالت له زوجته: زادك الله من فضلك، ثم دخلت أخت الخليفة على الجارية فلما رأتها قالت: والله ما خاب من أنت في منزله ولو كان ثمنك مائة ألف دينار،، فقالت لها الجارية نعم: يا صبيحة الوجه هذا قصر من من الملوك وأي مدينة هذه المدينة؟ قالت لها: هذه مدينة دمشق وهذا قصر أخي أمير المؤمنين عبد الله بن مروان، ثم قالت ثم قالت الجارية: كأنك ما علمت هذا؟ قالت: والله يا سيدتي لا علم لي بهذا، قالت: والذي باعك وقبض ثمنك أما أعلمك بأن الخليفة قد اشتراك؟ فلما سمعت الجارية هذا الكلام سكبت دموعها وبكت وقالت الجارية لنفسها:: إن تكلمت فما يصدقني أحد ولكن أسكت وأصبر لعلمي أن فرج الله قريب، ثم إنها أطرقت رأسها حياء وقد احمرت خدودها من أثر السفر والشمس فتركتها أخت الخليفة في ذلك اليوم وجاءتها في اليوم الثاني بقماش وقلائد من الجوهر وألبستها فدخل عليها أمير المؤمنين وجلس إلى جانبها.

فقالت له أخته: انظر إلى هذه الجارية التي كمل الله فيها من الحسن والجمال، فقال الخليفة لنعم: أزيحي القناع عن وجهك فلم تز ل القناع عن وجهها وإنما رأى معصمها فوقعت محبتها في قلبه وقال لأخته: لا أدخل عليها إلا بعد ثلاثة ايام حتى تستانس بك، ثم قام وخرج من عندها فصارت الجارية متفكرة في أمرها ومتحسرة على افتراقها من سيدها نعمة فلما أتى الليل ضعفت الجارية بالحمى ولم تأكل ولم تشرب تغير وجهها ومحاسنها فعرفوا الخليفة بذلك فشق عليه أمرها ودخل عليها الأطباء وأهل البصائر فلم لها أحد على طب. هذا ما كان من أمرها. و أما ما كان من أمر سيدها نعمة فإنه أتى إلى داره وجلس على فراشه ونادى: يا نعم فلم تجبه فقام مسرعاً ونادى فلم يدخل عليه أحد وكل جارية بالبيت اختفت خوفاً منه فخرج نعمة إلى والدته فوجدها جالسة ويدها على خدها فقال لها: يا أمي أين نعم؟ فقالت له: يا ولدي مع من هي أوثق مني مع العجوز الصالحة فإنها خرجت معها لتزور الفقراء وتعود، فقال: ومتى كان لها عادة بذلك وفي أي وقت خرجت؟ قالت: خرجت بكرة النهار، قال: وكيف أذنت لها بذلك؟ فقالت له: يا ولدي هي التي أشارت علي بذلك فقال نعمة: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم خرج من بيته وهو غائب عن الوجود ثم توجه إلى صاحب الشرطة فقال له: أتحتال علي وتأخذ جاريتي من داري فلا بد لي أن أسافر وأشتكيك إلى أمير المؤمنين، فقال صاحب الشرطة: ومن أخذها؟ فقال: عجوز صفتها كذا وكذا وعليها ملبوس من الصوف وبيدها سبحة عدد حباتها ألوف فقال له صاحب الشرطة: أوقفني على العجوز وأنا أخلص لك جاريتك فقال: ومن يعرف العجوز؟ فقال له صاحب الشرطة: ما يعلم بالغيب إلا الله سبحانه وتعالى وقد علم صاحب الشرطة أنها محتالة الحجاج، فقال له نعمة: ما أعرف حاجتي إلا منك وبيني وبينك الحجاج، فقال له: امض إلى من شئت فتوجه نعمة إلى قصر الحجاج وكان والداه من أكابر أهل الكوفة فلما وصل إلى بيت الحجاج دخل حاجب الحجاج عليه وأعلمه بالقضية فقال له: علي به فلما وقف بين يديه قال له الحجاج: ما بالك؟ فقال له نعمة: كان من أمري ما هو كذا وكذا فقال هاتوا صاحب الشرطة فنأمره أن يفتش على العجوز فلما حضر صاحب الشرطة قال له: أريد منك أن تفتش على جارية نعمة بن الربيع فقال صاحب الشرطة: لا يعلم الغيب غير الله تعالى فقال له الحجاج: لا بد أن تركب الخيل وتبصر الجارية في الطرقات وتنظر في البلدان. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والسبعين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الحجاج قال لصاحب الشرطة: لا بد أن تركب الخيل وتنظر في البلدان والطرقات وتفتش على الجارية، ثم التفت إلى نعمة وقال له: إن لم ترجع جاريتك دفعت لك عشر جوار من داري وعشر جوار من دار صاحب الشرطة، ثم قال لصاحب الشرطة اخرح في طلب الجارية فخرج صاحب الشرطة ونعمة مغموم وقد يئس من الحياة وكان قد بلغ من العمر أربع عشرة سنة ولا نبات بعارضيه فجعل يبكي وينتحب وانعزل عن داره ولم يزل يبكي إلى الصباح فأقبل والده عليه وقال له: يا ولدي إن الحجاج قد احتال على الجارية وأخذها من ساعة إلى ساعة يأتي فيها الله بالفرج م عنده فتزايدت الهموم على نعمة وصار لا يعلم ما يقول ولا يعرف من يدخل عليه وأقام ضعيفاً ثلاثة أشهر حتى تغيرت أحواله ويئس منه أبوه ودخلت عليه الأطباء فقالوا: ما له دواء إلا الجارية.

فبينما والده جالس يوماً من الأيام إذ سمع بطبيب وهو أعجمي وقد وصفه الناس بإتقان الطب والتنجيم وضرب الرمل فدعا به الربيع فلما حضر أجلسه الربيع وأكرمه وقال له: انظر ما حال ولدي، فقال لنعمة: هات يدك فاعطاه يده فجس مفاصله ونظر في وجهه وضحك والتفت إلى أبيه وقال: ليس بولدك مرض غير مرض في قلبه فقال: صدقت يا حكيم فانظر في شأن ولدي بمعرفتك واخبرني بجميع أحواله ولا تكتم عني شيئاً من امره، فقال الأعجمي: إنه متعلق بجارية وهذه الجارية في البصرة أو دمشق وما دواء ولدك غير اجتماعه به فقال الربيع: إن جمعت. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة والسبعين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الربيع قال للعجمي: إن جمعت بينهما فلك عندي ما يسرك وتعيش عمرك كله في المال والنعمة، فقال له الأعجمي: إن هذا الأمر قريب وسهل ثم التفت إلى نعمة وقال له: لا بأس عليك فطب نفساً وقر عيناً، ثم قال للربيع: اخرج من مالك أربعة آلاف دينار فأخرجها وسلمها للأعجمي فقال له الأعجمي: أريد م ولدك أن يسافر معي إلى دمشق ثم إن نعمة ودع والده ووالدته وسافر مع الحكيم إلى حلب فلم يقع على خبر الجارية ثم إنهما وصلا إلى دمشق وأقاما فيها ثلاثة ايام. وبعد ذلك أخذ الأعجمي دكاناً وملأ رفوفها بالصيني النفيس والأغطية وزركش الرفوف بالذهب والقطع المثمنة وحط قدامه أواني من القناني فيها سائر الأدهان والأشربة ووضع حول القناني أقداحاً من البلور وحط الإصطرلاب قدامه ولبس أثواب الحكمة والطب وأوقف بين يديه نعمة وألبسه قميصاً وملوط من الحرير بفوطة في وسطه م الحرير مزركشة بالذهب ثم قال الأعجمي لنعمة: يا نعمة أنت من اليوم ولدي فلا تدعني إلا بأبيك وأنا لا أدعوك إلا بولدي. فقال نعمة: سمعاً وطاعة، ثم إن أهل دمشق اجتمعوا على دكان الأعجمي ينظرون إلى حسن نعمة وإلى حسن الدكان والبضائع التي فيها والعجمي يكلم نعمة بالفارسية ونعمة يكلمه كذلك بتلك اللغة لأنه كان يعرفها على عادة أولا د الأكابر واشتهر ذلك العجمي عند أهل دمشق وجعلوا يصفون له الأوجاع وهو يعطيهم الأدوية، فبينما هو ذات يوم جالس إذ أقبلت عليه عجوز راكب على حمار بردعته من الديباج المرصع بالجواهر فوقفت على دكان العجمي وشدت لجام الحمار وأشارت للعجمي وقالت له: أمسك يدي فأخذ يدها فنزلت من فوق الحمار وقالت له: أنت الطبيب العجمي الذي جئت من العراق؟ قال: نعم، قالت: اعلم أن لي بنتاً وبها مرض وأخرجت له قارورة. فلما نظر العجمي إلى ما فوق القارورة قال لها: يا سيدتي ما اسم تلك الجارية حتى أحسب لها نجمها وأعرف ساعة يوافقها فيها شرب الدواء؟ فقالت: يا أخا الفرس اسمها نعم. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة والسبعين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن العجمي لما سمع اسم نعم جعل يحسب ويكتب على يده وقال لها: يا سيدتي ما أصف لها دواء حتى أعرف من أي أرض هي لأجل اختلاف الهواء فعرفيني في أي أرض تربت وكم سنة سنها، فقالت العجوز: سنها أربع عشرة سنة ومر بها بأرض الكوفة من العراق، فقال: وكم شهراً لها في هذه الديار؟ فقالت له: قامت في هذه الديار شهوراً قليلة. فلما سمع نعمة كلام العجوز وعرف اسم جاريته خفق قلبه فقال لها الأعجمي: يوافقها من الأدوية كذا وكذا، فقالت له العجوز: أعطني ما وصفت على بركة الله تعالى ورمت له عشرة دنانير على الدكان، فنظر الحكيم إلى نعمة وامره أن يهيء لها عقاقير الدواء وصارت العجوز تنظر إلى نعمة وتقول: أعيذك بالله يا ولدي إن شكلها مثل شكلك، ثم قالت العجوز للعجمي: يا أخا الفرس هل هذا مملوكك أم ولدك؟ فقال لها: إنه ولدي، ثم إن نعمة وضع لها الحوائج في علبة وأخذ ورقة وكتب فيها هذين البيتين:

إذا أنعمت نعم علـي بـنـظـرة فلا أسعدت سعدي ولا أفلت جمل

وقالوا أسل عنها تعط عشرين مثلها وليس لها مثل ولست لها أسـلـو

ثم خبأ الورقة في داخل العلبة وختمها وكتب على غطاء العلبة بالخط الكوفي: أنا نعمة بن الربيع ثم وضعت العلبة قدام العجوز فأخذتها وودعتهما وانصرفت متوجهة إلى قصر الخلافة فلما طلعت العجوز بالحوائج إى القاعة وضعت الدواء قدامها ثم قالت لها: يا سيدتي اعلمي أنه قد أتى مدينتنا طبيب أعجمي ما رأيت أحداً أعرف بأمور الأمراض منه فذكرت له اسمك بعد أن رأى القارورة فعرف مرضك ووصف دواءك ثم أمر ولد فشد لك هذا الدواء وليس في دمشق جمل ولا أظرف من ولده ولا أحسن ثياباً منه ولا يوجد لأحد دكاناً مثل دكانه فأخذت العلبة فرأت مكتوباً على غطائها اسم سيدها واسم أبيه، فلما رأت ذلك تغير لونها وقالت: لاشك أن صاحب الدكان قد أتى في شأني ثم قالت للعجوز: صفي لي هذا الصبي فقالت اسمه نعمة وعلى حاجبه الأيمن أثر وعليه ملابس فاخرة وله حسن كامل، فقالت الجارية: ناوليني الدواء على بركة الله وعونه وأخذت الدواء وشربته وهي تضحك وقالت لها: إنه دواء مبارك ثم فتشت في العلبة فرأت الورقة ففتحتها وقرأتها فلما فهمت معناها تحققت أنه سيدها فطابت نفسها وفرحت، فلما رأتها العجوز قد ضحكت قالت لها: هذا اليوم يوم مبارك فقالت نعم: يا قهرمانة أريد منك الطعام والشراب فقالت العجوز للجواري: قدمن الموائد والأطعمة الفاخرة لسيدتكن. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثمانين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن العجوز قالت للجواري: أحضرن الطعام فقدمن إليها الأطعمة، وجلست للأكل وإذا بعبد الملك بن مروان قد دخل عليهن ونظر الجارية جالسة وهي تأكل الطعام ففرح ثم قالت القهرمانة: يا أمير المؤمنين يهنيك عافية جاريتك نعموذلك أنه وصل إلى هذه المدينة رجل طبيب ما رأيت أعرف منه بالأمراض ودوائها فأتيتت لها منه بدواء فتعافت منه مرة واحدة فحصلت لها العافية، فقال لها أمير المؤمنين: خذخي ألف دينار وأعطيها للذي أبرأها، ثم خرج وهو فرحان بعافية الجارية وراحت العجوز إلى دكان العجمي بالألف دينار وأعطته إياها وأعلمته أنها جارية الخليفة وناولته ورقة كانت نعم قد كتبتها فأخذها العجمي وناولها لنعمة، فلما رآها عرف خطها فرقع مغشياً عليه فلما أفاق فتح الورقة، فوجد مكتوباً فيها: من الجارية المسلوبة من نعمتها المخدوعة في عقلها المفارقة لحبيب قلبها أما بعد. فإنه قد ورد كتابكم علي فشرح الصدر وسر الخاطر وكان كقول الشاعر:

وورد الكتاب فلا عدمت أناملاً كتبت به حتى تضمخ طـيبـاً

فكأن موسى قد أعـيد لأمـه أو ثوب يوسف قد أتى يعقوب

فلما قرأ نعمة هذا الشعر هملت عيناه بالدموع فقالت له القهرمانة: ما الذي يبكيك يا ولدي لا أبكى الله لك عيناً؟ فقال العجمي: يا سيدتي كيف لا يبكي ولدي وهذه جاريته وهو سيدها نعمة بن الربيع الكوفي، وعافية هذه الجارية مرهونة برؤيته وليس لها علة إلا هواه. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الحادية والثمانين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن العجمي قال للعجوز: كيف لا يبكي ولدي وهذه جاريته وهو سيدها نعمة بن الربيع الكوفي، وعافية هذه الجارية مرهونة برؤيته وليس لها علة إلا هواه فخذي أنت يا سيدتي هذه الألف دينار لك ولك عندي أكثر من ذلك وانظري لنا بعين الرحمة وإننا لا نعرف إصلاح هذا الأمر إلا منك، فقالت العجوز لنعمة: هل أنت مولاها؟ قال: نعم، قالت: صدقت فإنها لا تفتر عن ذكرك فأخبرها نعمة بما جرى من الأول إلى الآخر فقالت العجوز: يا غلام لا تعرف اجتماعك بها إلا مني، ثم ودعته وذهبت إلى الجارية وقالت لها: إن سيدك قد ذهبت روحه في هواك وهو يريد الإجتماع بك فما تقولين في ذلك؟فقالت نعم: وأنا كذلك قد ذهبت روحي وأريد الإجتماع به. فعند ذلك أخذت العجوز بقجة فيها حلي ومصاغ وبدلة من ثياب النساء وتوجهت إلى نعمة وقالت له: ادخل بنا مكاناً وحدنا فدخل معها قاعة خلف الدكان ونقشته وزينت معاصمه وزوقت شعره وألبسته لباس جارية وزينته بأحسن ما تزين به الجواري فصار كأنه من حور الجنان فلما رأته القهرمانة في تلك الصفة قالت: تبارك الله أحسن الخالقين والله إنك لأحسن من الجارية ثم قالت له: امشو قدم الشمال وأخر اليمين وهز أردافك فمشى قدامها، كما أمرته فلما رأته قد عرف مشي النساء قالت له: امكث حتى آتيك ليلة غد إن شاء الله تعالى فآخذك وادخل بك القصر، وإذا نظرت الحجاب والخدامين فقو عزمك وطاطئ رأسك ولا تتكلم مع أحد وأنا أكفيك كلامهم وبالله التوفيق.

فلما أصبح الصباح أتته القهرمانة في ثاني يوم وأخذته وطلعت به القصر ودخلت قدامه ودخل وراءها في أثرها فأراد الحاجب أن يمنعه من الدخول فقالت له: يا أنحس العبيد إنها الجارية نعم محظية أمير المؤمنين فكيف تمنعها من الدخول ثم قالت: ادخلي يا جارية فدخل مع العجوز ولم يزالا داخلين إلى الباب الذي يتوصل منه إلى صحن القصر فقالت له العجوز: يا نعمة قو نفسك وثبت قلبك وادخل القصر وخذ على شمالك وعد خمسة أبواب وادخل الباب السادس فإنه باب المكان المعد لك وتخف وإذا كلمك أحد فلا تتكلم معه ثم سارت حتى وصلت إلى الأبواب فقابلها الحاجب المعد لتلك الأبواب قال لها: ما هذه الجارية. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثانية والثمانين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الحاجب قابل العجوز وقال لها: ما هذه الجارية؟ فقالت له العجوز: إن سيدتنا تريد شراءها، فقال الخادم: ما يدخل أحد إلا بإذن أمير المؤمنين فارجعي بها فإني لا أخليها تدخل لأني أمرت بهذا، فقالت له القهرمانة: أيها الحاجب الكبير أين عقلك إن نعماً جارية للخليفة الذي قلبه معلقق بها قد توجهت إليها العافية وما صدق أمير المؤمنين بعافيتها وتريد شراء هذه الجارية فلا تمنعها من الدخول لئلا يبلغها أنك منعتها فتغضب عليك وإن غضبت عليك تسببت في قطع رأسك، ثم قالت: ادخلي يا جارية ولا تسمعي كلامه ولا تخبري سيدتك أن الحاجب منعك من الدخول فطأطأ نعمة رأسه ودخل القصر وأراد أن يمشي إلى جهة يمينه وأراد أن يعد الخمسة أبواب ويدخل السادس فعد ستة ودخل السابع، فلما دخل ذلك الباب رأى موضعاً مفروشاً بالديباج وحيطانه عليها ستائر الحرير المرقومة بالذهب وفيه مباخر العود والعنبر والمسك والأذفر ورأى سريراً في الصدر مفروشاً بالديباج فجلس عليه نعمة ولم يعلم بما كتب له في الغيب، فبينما هو جالس متفكر في أمره إذ دخلت عليه أخت أمير المؤمنين ومعها جاريتها فلما رأت الغلام جالساً ظنته جارية فقدمت إليه وقالت له: من تكوني يا جارية وما خبرك؟ وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الحادية والثلاثين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن أخت الخليفة قالت لنعمة ما خبرك وما سبب دخولك في هذا المكان؟ فلم يتكلم نعمة ولم يرد عليها جواباً فقالت: يا جارية إن كنت من محاظي أخي وقد غضب عليك فأنا أستعطفه عليك، فلم يرد نعمة عليها جواباً فعند ذلك قالت لجاريتها: قفي على باب المجلس ولا تدعي احداً يدخل. ثم تقدمت إليه ونظرت إلى جماله وقالت: يا صبية عرفيني من تكوني، وما اسمك وما سبب دخولك هنا فأنا لم أنظرك في قصرنا فلم يرد عليها جواباً، فعند ذلك غضبت أخت الخليفة وو وضعت يدها على صدر نعمة فلم تجد له نهوداً فأرادت أن تكشف ثيابه لتعلم خبره فقال لها نعمة: يا سيدتي أنا مملوك فاشتريني وأنا مستجير بك فأجيريني، فقالت له: لا بأس عليك فمن أنت ومن أدخلك مجلسي هذا؟ فقال لها نعمة: أنا أيتها الملكة أدعى نعمة بن الربيع الكوفي وخاطرت بروحي لأجل جاريتي نعم التي احتال عليها الحجاج وأخذها وأرسلها إلى هنا، فقالت له: لا بأس عليك ثم صاحت على جاريتها وقالت لها: امض إلى مقصورة نعم وقد كانت القهرمانة أتت إلى مقصورة نعم وقالت لها: هل وصل إليك سيدك؟ فقالت لا والله، فقالت القهرمانة: لعله غلط فدخل غير مقصورتك وتاه عن مكانك، فقالت نعم: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد فرغ أجلنا وهلكنا وجلستا متفكرتان، فبينما هما كذلك إذ دخلت عليهما جارية أخت الخليفة فسلمت على نعم، وقالت لها: إن مولاتي تدعوك إلى ضيافتها، فقالت سمعاً وطاعة، فقالت القهرمانة: لعل سيدك عند أخت الخليفة وقد انكشف الغطاء فنهضت نعم من وقتها وساعتها ودخلت على أخن الخليفة فقالت لها: هذا مولاك جالس عندي، وكأنه غلط في المكان وليس عليك ولا عليه خوف إن شاء الله تعالى.

فلما سمعت نعم هذا الكلام من أخت الخليفة اطمأنت إلى نفسها وتقدمت إلى مولاها نعمة، فلما نظرها قام إليها، وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الرابعة والثمانين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن نعمة لما نظر إلى جاريته نعم قام إليها وضم كل واحد منهما صاحبه إلى صدره ثم وقعا على الأرض مغشياً عليهما، فلما أفاقا، قالت لهما أخت الخليفة: اجلسا حتى نتدبر في الخلاص من الأمر الذي وقعنا فيه، فقالا لها: سمعاً وطاعة والأمر لك فقالت: والله ما ينالكما سوء قط ثم قالت لجاريتها: أحضري الطعام والشراب، فأحضرت فأكلوا بحسب الكفاية ثم جلسوا يشربون فدارت الأقداح وزالت عنهم الأتراح فقل نعمة: ليت شعري بعد ذلك ما يكون، فقالت له أخت الخليفة: يا نعمة هل تحب نعماً جاريتك؟ فقال لها: يا سيدتي إن هواها هو الذي حملني على ما أنا فيه من المخاطرة بروحي، ثم قالت لنعم: يا نعم هل تحبين سيدك؟ قالت: يا سيدتي هواه هو الذي أذاب جسمي وغير حالي، فقالت والله أنكما متحابان فلا كان من يفرق بينكما فقرا عيناً وطيبا نفساً ففرحا بذلك وطلبت نعم عوداً فأحضروه لها فأخذته وأصلحته وأطربت بالنغمات ن وانشدت هذه الأبيات:

ولما أبى الواشون إلا فـراقـنـا وليس لهم عندي وعندك من ثأر

وشنوا على أسماعنا كـل غـارة وقلت حماني عند ذاك وأنصاري

غزوتهم من مقلتـيك وأدمـعـي ومن نفسي بالسيف والسيل والنار

ثم إن نعماً أعطت العود لسيدها وقالت له إن لنا شعراً، فأخذه وأصلحه وأطرب بالنغمات ثم أنشد هذه الأبيات:

البدر يحكـيك لـولا أنـه كـلـف والشمس مثلك لولا الشمس تنكسف

إني عجبت وكم في الحب من عجب فيه الهموم وفيه الوجد والكـلـف

أرى الطريق قريباً حين أسـلـكـه إلى الحبيب بعيداً حين أنـصـرف

فلما فرغ من شعره ملأت له قدحاً وناولته إياه فأخذه وشربه ثم ملأت قدحاً آخر وناولته لأخت الخليفة فشربته وأخذت العود وأصلحته وشدت اوتاره وأنشدت هذين البيتين:

غم وحزن في الفؤاد مـقـيم وجودي تردد في حشاي عظيم

ونحول جسمي قد تبدى ظاهراً فالجسم مني بالغرام سـقـيم

ثم ناولت العود لنعمة بن الربيع فأخذه وأصلح أوتاره وأنشد هذين البيتين:

يا من وهبت له روحي فعذبتها ورمت تخليصه منه فلم أطق

دارك محباً بما ينجيه من تلف قبل الممات فهذا آخر الرمق

و لم يزالوا ينشدون الأشعار ويشربون على نغمات الأوتار وهم في لذة وحبور وفرح وسرور فبينما هم كذلك إذ دخل عليهم أمير المؤمنين، فلما نظروه قاموا وقبلوا الأرض بين يديه فنظر إلى نعم والعود معها، فقال يا نعم الحمد لله الذي أذهب عنك اليأس والوجع، ثم التفت إلى نعمة وهو عل تلك الحالة وقال: يا أختي من هذه الجارية التي في جانب نعم؟فقالت له أخته يا أمير المؤمنين إن هذه الجتارية من المحاظي أنيسة لا تأكل نعم ولا تشرب إلا وهي معها، ثم أنشدت قول الشاعر:

ضدان واجتمعا افتراقا في البهاء والضد يظهر حسنه بالـضـد

فقال الخليفة: والله العظيم أنها مليحة وفي غد أخلي لها مجلساً بجانب مجلسها وأخرج لها الفرش والقماش وأنقل إليها جميع ما يصلح لها أكثر مما لنعم واستدعت أخت الخليفة بالطعام فقدمته لأخيها فأكل وجلس معهم في تلك الحضرة ثم ملأ قدحاً. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الخامسة والثمانين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد إن الخليفة لما مل القدح وأومأ إلى نعم بأن تنشد له الشعر فأخذت العود بعد أن شربت قدحين وأنشدت هذين البيتين:

إذا ما نديمي علني ثم علني ثلاثة أقداح لهـن هـدير

لأبيت أجر الذيل تيهاً كأني عليك أمير المؤمنين أمير

فطرب أمير المؤمنين وملأ قدحاً آخر وناوله إلى نعم وأمرها أن تغني، فبعد أن شربت القدح حسبت الأوتار وأنشدت هذه الأشعار:

يا أشرف الناس في هذا الزمان وما له مثيل بهذا الأمـر يفـتـخـر

يا واحداً في العلا والجود منصبـه يا سيداً ملكاً في الكل مـشـهـر

يا مالكاً لملـوك الأرض قـاطـبة تعطي الجزيل ولا من ولا ضجر

أبقاك ربي على رغم العدا كـمـداً وزان طالعك الإقبال والـظـفـر

فلما سمع الخليفة من نعم هذه الأبيات قال لها: لله درك يا نعم ما أفصح لسانك وأوضح بيانك، ولم يزالوا في فرح وسرور إلى نصف الليل، ثم قالت أخت الخليفة: اسمع يا أمير المؤمنين أنني رأيت حكاية في الكتب عن بعض أرباب المراتب قال الخليفة: وما تلك الحكاية فقالت له أخته: اعلم يا أمير المؤمنين أنه كان بمدين الكوفة صبي يسمى نعمة بن الريع وكان له جارية يحبها وكانت قد تربت معه في فراش واحد، فلما بلغا وتمكن حبهما من بعضهما رماهما الدهر بنكباته وجار عليهما الزمان بآفاته وحكم عليهما بالفراق وتحيلت عليها الوشاة حتى خرجت من داره وأخذوها سرقة من مكانه ثم إن سارقها باعها لبعض الملوك بعشرة آلاف دينار وكان عند الجارية لمولاها من المحبة مثل ما عنده لها ففارق أهله وداره وسافر في طلبها وتسبب باجتماعه بها، وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السادسة والثمانين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن نعمة لم يزل معارفاً لأهله ووطنه وخاطر بنفسه وبذل مهجته حتى توصل إلى اجتماعه بجاريته وكان يقال لها نعم، فلما اجتمع بها سراً لم يستقر بهما الجلوس حتى دخل عليهما الملك الذي كان اشتراها من الذي سرقها فعجل عليهما وامر بقتلهما ولم ينصف من نفسه ولم يمهل عليه في حكمه، فما تقول يا أمير المؤمنين في قلة إنصاف هذا الملك فقال أمير المؤمنين إن هذا شيء عجيب فكان ينبغي لذلك الملك العفة عند المقدرة لأنه يجب عليه أن يحفظ ثلاثة أشياء الأول أنهما متحابان والثاني أنهما في منزله وتحت قبضته والثالث أن الملك ينبغي له في الحكم بين الناس فكيف بالأمر الذي يتعلق به، فهذا الملك قد فعل فعلاً لا يشبه فعل الملوك، فقالت له أخته يا أخي بحق ملك السموات والأرض أن تأمر نعماً بالغناء وتسمع ما تغني به فقال: يا نعم إن لي فأطربت بالنغمات وأنشدت هذه الأبيات:

غدر الزمـان ولـم يزل غـداراً يصمي القلوب ويورث الأفكارا

ويفرق الأحباب بعـد تـجـمـع فترى الدموع على الخدود غزارا

كانوا وكنت وكان عيشي ناعمـاً والدهر يجمع شملنـا مـدرارا

فلأبكين دماً ودمعاً ساجماً أسفاً عليك ليالياً ونهارا

فلما سمع أمير المؤمنين هذا الشعر طرب طرباً عظيماً فقالت له أخته: يا أخي من حكم على بشيء ألزمه القيام به والعمل بقوله وأنت قد حكمت على نفسك هذا الحكم،، ثم قالت: يا نعمة قف على قدميك وكذا قفي أنت يا نعم فوقفا فقالت أخت الخليفة أمير المؤمنين: إن هذه الواقفة هي نعم المسروقة سرقها الحجاج بن يوسف الثقفي وأوصلها لك وكذب فيما ادعاه في كتابه من انه اشتراها بعشرة آلاف دينار وهذا الواقف هو نعمة بن الربيع سيدها وأنا أسألك بحرمة آبائك الطاهرين أن تعفو عنهما وتهبهما لبعضهما لتغنم أجرهما فإنهما في قبضتك وقد أكلا من طعامك وشربا من شرابك وان الشافعة فيهما المستوهبة دمهما.

فعند ذلك قال الخليفة: صدقت أنا حكمت بذلك وما أحكم بشيء وأرجع فيه، ثم قال: يا نعم هل هذا مولاك؟ قالت له: نعم يا أمير المؤمنين فقال: لا بأس عليكما فقد وهبتكما لبعضكما، ثم قال: يا نعمة وكيف عرفت مكانها ومن وصف لك هذا المكان. فقال: يا أمير المؤمنين اسمع خبري وأنصت إلى حديثي فوحق آبائك الطاهرين لا أكتم عنك شيئاً، ثم حدثه بجميع ما كان من أمره وما فعله معه الحكيم العجمي وما فعلته القهرمانة وكيف دخلت به في الأبواب.

فتعجب الخليفة من ذلك غاية العجب ثم قال: علي بالعجمي فأحضروه بين يديه فجعله من جملة خواصه وخلع عليه خلعة وأمر له بجائزة سنية وقال من يكون هذا تدبيره يجب أن نجعله من خواصنا، ثم إن الخليفة أحسن على نعمة وأنعم على القهرمانة وقعدا عنده سبعة أيام في سرور وحظ وأرغد عيش، ثم طلب نعمة اإذن بالسفر هو وجاريته فأذن له بالسفر إلى الكوفة فسافر واجتمع بوالده ووالدته وأقاموا في أطيب عيش إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات، فلما سمع الأمجد والأسعد هذا الحديث من بهرام تعجبا منه غاية العجب وقالا: إن هذا لشيء عجيب. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة السابعة والثمانين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد إن الأمجد والأسعد لما سمعا من بهرام المجوسي الذي استلم هذه الحكاية تعجبا منها غاية العجب وباتا تلك الليلة، ولما أصبح وركب الأمجد والأسعد وأرادا أن يدخلا على الملك استأذنا في الدخول فأذن لهما، فلما دخلا أكرمهما وجلسوا يتحدثون، فبينما هم كذلك إذا بأهل المدينة يصيحون ويتصارخون ويستغيثون فدخل الحاجب على الملك وقال له: إن ملكاً من الملوك نزل بعساكره على المدينة وهم شاهرون السلاح وما ندري ما مرادهم فأخبر الملك ووزيره الأمجد وأخاه الأسعد بما سمعه من الحاجب. فقال الأمجد: أنا أخرج إليه وأكشف خبره فخرج الأمجد إلى ظاهر المدينة فوجد الملك ومعه عسكر كثير ومماليك راكبة فلما نظروا إلى الأمجد عرفوا أنه رسول من عند ملك المدينة فأخذوه وأحضروه قدام السلطان فلما صار قدامه قبل الأرض بين يديه وإذا بالملك إمرأة ضاربة لها لثاماً فقالت: اعلم أنه ما لي عندكم غرض في هذه المدينة إلا مملوك أمرد فإن وجدته عندكم فلا بأس عليكم وإن لم أجده وقع بيني وبينكم القتال الشديدلأنني ما جئت إلا في طلبه، فقال الأمجد: أيتها الملكة ما صفة هذا المملوك وما اسمه؟ فقالت: اسمه الأسعد وانا اسمي مرجانة وهذا المملوك جاءني صحبة بهرام المجوسي وما رضي أن يبيعه فأخذته منه غصباً فعدا عليه وأخذه من عندي بالليل سرقة واما أوصافه فإنها كذا وكذا. فلما سمع الأمجد ذلك علم أنه أخوه الأسعد فقال لها: يا ملكة الزمان الحمد لله الذي جاء بالفرح وإن هذا المملوك هو أخي ثم حكى لها حكايته وما جرى لهما في بلاد الغربة وأخبرها بسبب خروجهما من جزائر الآبنوس فتعجبت الملكة مرجانة من ذلك وفرحت بلقاء الأسعد وخلعت على أخيه الأمجد ثم بعد ذلك عاد الأمجد إلى الملك وأعلمه بما جرى ففرحوا بذلك ونزل الملك هو والأمجد والأسعد قاصدين الملكة فلما دخلوا عليها وجلسوا يتحدثون فبينما هم كذلك إذا بالغبار طار حتى سد الأقطار وبعد ساعة انكشف الغبار عن عسكرجرار مثل البحر الذخار وهم مهيئون بالعدد والسلاح فقصدوا المدينة ثم داروا بها كما يدور الخاتم بالخنصر وشهروا سيوفهم فقال الأمجد والأسعد: إنا لله وإنا إليه راجعون ماهذا الجيش الكبير إن هذه أعداء لا محالة وإن لم نتفق مع هذه الملكة مرجانة على قتالهم أخذوا منا المدينة وقتلونا وليس لنا حيلة إلا أننا نخرج إليهم ونكشف خبرهم ثم قام الأمجد وخرج من باب المدينة وتجاوز جيش الملكة مرجانة فلما وصل إلى العسكر وجده عسكر جده الملك الغيور وابا أمه الملكة بدور. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة الثامنة والثمانين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الأمجد لما وصل إلى العسكر وجدها عسكر الملك الغيور صاحب الجزائر والبحور والسبعة قصور فلما صار قدامه قبل الأرض بين يديه وبلغه الرسالة وقال له: ما اسمك؟ قال: اسمي الملك الغيور وقد جئت عابر سبيل لأن الزمان قد فجعني في بنتي بدور فإنها فارقتني وما رجعت إلي وما سمعت لها ولزوجها قمر الزمان خبراً، فهل عندكم خبرها؟ فلما سمع الأمجد ذلك أطرق رأسه إلى الرض ساعة يتفكر حتى تحقق أنه جده أبو أمه، ثم رفع رأسه وقبل الأرض بين يديه واخبره أنه ابن بنته بدور. فلما سمع الملك أنه ابن ابنته بدور رمى نفسه عليه وصارا يبكيان ثم قال الملك الغيور: والحمد لله يا ولدي على السلامة حيث اجتمعت بك ثم قال له الأمجد: إن ابنته بدور في عافية وكذلك أبوه قمر الزمان وأخبره أنهما في مدينة يقال لها جزيرة الأبنوس، وحكى له أن قمر الزمان والده غضب عليه وعلى أخيه وامر بقتله وأن الخازندار رق لهما وتركهما بلا قتل، فقال الملك الغيور: وانا أرجع بك وبأخيك إلى والدك وأصلح بينكما وأقيم عندكم، فقبل الأرض بين يديه ثم خلع الملك الغيور على الأمجد ابن ابنته ورجع مبتسماً إلى الخليفة وأعلمه بقصة الملك الغيور فتعجب منها غاية العجب ثم أرسل له آلات الضيافة من الخيل والجمال والغنم والعليق وغير ذلك وأخرج للملكة مرجانة كذلك وأعلموها بما جرى فقالت: أنا أذهب معكم بعسكري وأكون ساعية في الصلح. فبينما هم كذلك إذا بغبار قد ثار حتى سد الأقطار واسود منه النهار وسمعوا من تحته صياحاً وصراخاً وصهيل الخيل ورأوا سيوفاً تلمع ورماحاً تشرع فلما قربوا من المدينة ورأوا العسكرين ودقوا الطبول فلما رأى الملك ذلك قال: ما هذا النهار إلا نهار مبارك الحمد لله الذي أصلحنا مع هذين العسكرين وإن شاء الله تعالى يصلحنا مع هذا العسكر أيضاً ثم قال: يا أمجد أخرج أنت وأخوك الأسعد اكشفا لنا خبر هذه العساكر فإنه جيش ثقيل ما رأيت أثقل منه فخرج الاثنان الأمجد وأخوه الأسعد بعد أن أغلق الملكباب المدينة خوفاً من العسكر المحيط بها ففتحا البواب وسارا حتى وصلا إلى العسكر فوجداه عسكر ملك الآبنوس وفيه والدهما قمر الزمان فلما نظراه قبلا الأرض بين يديه وبكيا.

فلما رآهما قمر الزمان رمى نفسه عليهما وبكى بكاءً شديداً واعتذر لهما وضمهما إلى صدره ثم أخبرهما بما قاساه بعدهما من الوحشة الشديدة لفراقهما ثم إن الأمجد والأسعد ذكرا له عن الملك الغيور أنه وصل إليهم فركب قمر الزمان في خواصه وأخذ ولديه الأمج والأسعد معه وساروا حتى وصلوا إلى قرب عسكر الملك الغيور فسبق واحد منهم إلى الملك الغيور وأخبروه أن قمر الزمان وصل فطلع إلى ملاقاته فاجتمعوا ببعضهم وتعجبوا من هذه الأمور وكيف اجتمعوا في هذا المكان وصنع أهل المدينة الولائم وأنواع الأطعمة والحلويات وقدموا الخيول والجمال والضيافات والعليق وما تحتاج إليه العساكر. فبينما هم كذلك إذا بغبار ثار حتى سد الأقطار وقد ارتجفت الأرض من الخيول وصارت الطبول كعواصف الرياح والجيش جميعه بالعدد والأزاد وكلهم لابسون السواد وفي وسط شيخ كبير ولحيته واصلة إلى صدره عليه ملابس سوداء فلما نظر أهل أهل المدينة هذه العساكر العظيمة قال صاحب المدينة للملوك: الحمد لله الذي اجتمعتم بإذنه تعالى في يوم واحد وكنتم كلكم معارف فما هذا العسكر الجرار الذي قد سد الأقطار؟ فقال له الملوك: لا تخف فنحن ثلاثة ملوك وكل ملك له عساكر كثيرة فإن كانوا أعداء نقاتله معك ولو زادوا ثلاثة أمثالهم.

فبينما هما كذلك إذا برسول من تلك العساكر قد أقبل متوجهاً إلى هذه المدينة فقدموه بين يدي قمر الزمان والملك الغيور والملكة مرجانة والملك صاحب المدينة فقبل الأرض وكان هذا الملك من بلاد العجم وقد فقد ولده من مدة سنتين وهو دائر يفتش عليه في الأقطار فإن وجده عندكم فلا بأس عليكم وإن لم يجده وقع الحرب بينه وبينكم وأخرب مدينتكم، فقال له قمر الزمان: ما يصل إلى هذا ولكن ما يقال له في بلاد العجم فقال الرسول: يقال له الملك شهرمان صلحب جزائر خالدات وقد جمع هذه العساكر من الأقطار التي مر بها وهو دائر يفتش على ولده.

فلما سمع قمر الزمان كلام الرسول صرخ صرخة عظيمة وخر مغشياً عليه واستمر في غشيته ساعة ثم أفاق وبكى بكاءً شديداً وقال للأمجد والأسعد وخواصهما: امشوا يا أولادي مع الرسول وسلموا على جدكم والدي الملك شهرمان وبشروه بي فإنه حزين على فقدي وهو الآن لابس الملابس السود من أجلي ثم حكى للملوك الحاضرين جميع ما جرى له في أيام صباه فتعجب جميع الملوك من ذلك ثم نزلوا هم وقمر الزمان وتوجهوا إلى والده فسلم قمر الزمان على والده وعانقا بعضهما ووقعا مغشياً عليهما من شدة الفرح. فلما أفاقا حكى لابنه جميع ما جرى له ثم سلم عليه بقية الملوك وردوا مرجانة إلى بلادها بعد أن زوجوها للأسعد ووصوها أنها لا تقطع عنهم مراسلتها ثم زوجوا الأمجد بستان بنت بهرام وسافروا كلهم إلى مدينة الآبنوس وخلا قمر الزمان بصهره وأعلمه بجميع ما جرى له وكيف اجتمع بأولاده ففرح وهنأه بالسلامة ثم دخل الملك الغيور أبو الملكة بدور على ابنته وسلم عليها وبل شوقه منها وقعدوا في مدينة الآبنوس شهراً كاملاً ثم سافر الملك الغيور بابنته إلى بلده.

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وفي الليلة التاسعة والثمانين بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الملك الغيور سافر بابنته وجماعته إلى بلده وأخذ الأمجد معهم فلما استقر في مملكته أجلس الأمجد يحكم مكان جده وأما قمر الزمان فإنه أجلس ابنه الأسعد يحكم في مكانه في مدينة جده أرمانوس ورضي به جده ثم تجهز قمر الزمان وسافر مع أبيه الملك شهرمان إلى أنوصل إلى جزائر خالدات فزينت له المدينة فاستمرت البشائر شهراً كاملاً وجلس قمر الزمان يحكم مكان أبيه إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات والله أعلم. فقال الملك: يا شهرزاد إن هذه الحكاية عجيبة جداً،قالت أيها الملك ليست هذهبأعجب من حكاية علاء الدين أبو الشامات قال: ما حكايته؟